مخاطر النفايات النووية على البيئة
نظراً لتوسع الدول الاوروبية في المشروعات الحربية والمفاعلات الذرية و النووية والذى ينتج عنه كميات كبيرة من النفايات النووية ، فتلجأ هذه الدول للتخلص من هذه النفايات عن طريق دفنها في باطن الارض او في مياه البحار والمحيطات ،كما يمثل التخلص من هذه النفايات مشكلة كبيرة بالنسبة للدول التي تستخدم المحطات النووية في توليد الكهرباء ، وقد حاولت بعض الدول الغربية استخدام الصحراء الكبرى في شمال افريقيا لدفن مخلفاتها النووية ، ولكن تم القضاء على هذه الفكرة بسبب اعتراض دول المنطقة ومنها مصر خوفاً من تلوث المياه الجوفية الواقعة تحت سطح الارض.
وتحتوى النفايات النووية على الوقود النووي المستخدم في المفاعلات النووية ومنها (يورانيوم 235 ، يورانيوم 232 ، البولتونيوم 239 ، واكسيد اليورانيوم (UO2)) ، بالإضافة لبعض نواتج الانشطار التي تشع (بيتا ، جاما)، كما يحتوى على الكثير من النواظر الثقيلة التي تشع جسيمات (الفا) مثل الكبريوم وهى مواد على درجة عالية من النشاط الإشعاعي و يستمر هذا النشاط فترة طويلة . وقد تسبب دفن النفايات النووية الناتجة من المشروعات الحربية في حدوث انفجار هائل اكبر من ذلك الذى حدث في تشير نوبل و الذى حدث في عام 1957 في جبال الاورال على بعد 1500 كم من موسكو . الامر الذى دفع كثير من الدول ان تراجع نفسها قبل انشاء مثل هذه المحطات النووية.
ويعتبر ان متوسط انتاج المفاعل النووي التجاري من النفايات النووية المتوسطة و المتدنية القدرة على الاشعاع هو300 م3 سنوياً فضلاً عن محو 3 طن سنوي من المواد الصلبة الشديدة الاشعاع ،وتنتج المفاعلات في العالم سنوياً نحو 12000 طناً من الوقود المستنفذ العالي الاشعاع ، وقد بلغت كمية النفايات النووية في العالم عام 2010 ما يزيد عن ثلث مليون طن اغلبهم تم تخزينه في موقع المفاعل او يتم إرساله لا عادة التأهيل في فرنسا ، او يتم دفنه في مخازن عميقة واكثر ما يقلق العلماء اليوم ملامسة المياه للنفايات المشعة ووصول التلوث الى طبقة البيوسفير وهذه التخوفات لها ما يبررها حيث تم رصد تسريبات مشعة تحت منشاة هانفورد بولاية واشنطن الامريكية.
يتم التخلص من اليورانيوم المستخدم في تشغيل المفاعلات النووية بعد استخدامه لمدة سنة ونصف ، وهو ما يزال مشعاً بعد ان يتم استخدام نحو 67% من يورانيوم 235 ، ويستخدم بعض اليورانيوم المستنفذ في انتاج الاسلحة فيما يتم ردم البعض الاخر في طبقات جيولوجية عميقة وفى الحالة الاخيرة يتم اللجوء الى دفن النفايات النووية حيث لا توجد ضمانات لعدم انتشار التلوث الإشعاعي في باطن الارض، ومن ثم وصوله الى طبقة البيوسفير خلال مئات الالاف او الملايين من السنيين الضرورية لاستنفاذ قدرته الاشعاعية الامر الذى يهدد انتشاره حول العالم بسرعة كبيرة.
ولذلك يمكننا القول ان معالجة النفايات النووية مسألة في غاية الاهمية و الخطورة ،حيث ان التخلص منها في البحار العميقة او تحت سطح الارض في رمال الصحارى و الطبقات الجيولوجية العميقة او في الاماكن المخصصة حيث المفاعل النووي نفسه ، لا يعنى ان ضررها لن يصيبنا في المستقبل القريب او انه لن يصيب الاجيال القادمة ويلوث مصادر الغذاء و الماء الاستراتيجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق